السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ما هو أفضل دعاء عند رؤية الكعبة ؟
الجواب/
ورد في حديث ضعيف أن الدعاء عند رؤية الكعبة مُستجاب .
والحديث رواه الطبراني في الكبير والبيهقي في السنن الكبرى عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : تُفتح أبواب السماء ويستجاب الدعاء في أربعة مواطن : عند التقاء الصفوف في سبيل الله ، وعند نزول الغيث ، وعند إقامة الصلاة ، وعند رؤية الكعبة .
قال الهيثمي في هذا الحديث : رواه الطبراني وفيه عفير بن معدان وهو مجمع على ضعفه . انتهى . ومعنى هذا أن الحديث ضعيف . لكن الدعاء عند التقاء الصفوف وعند نزول المطر ثابت بأحاديث آُخـر .
ولا أعلم أن هناك دعاء معيّـناً عند رؤية الكعبة كما أنه لا يثبت حديث في استقبال الكعبة عند الخروج والخروج مشياً على الخلف ولا يثبت نهي عن مـدّ الأقدام تجاه الكعبة أو تجاه القبلة ، إلا أن العلماء منعوا من مـدّ الأقدام تجاه المصاحف لما فيها من كلام الله عز وجل . والله سبحانه وتعالى أعلم .
ثم ردّت إحدى الأخوات أشكر ردك وأنا قد قرأت هذا الحديث كثيرا واستغربت من قولك أنه ضعيف ....والله أعلم... ولكن ياترى ما هو أحسن شيء ممكن ندعو فيه وهل يمكن أن ندعو بهذا الدعاء : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفو عنا..... لاإله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.....
فأجبتها : ليس هناك دعاء معينا عند رؤية الكعبة والدعاء في الطواف أو في السجود أو في جوف الليل أحرى للإجابة وأقرب لها وفي المُلتَـزَم أقرب لإجابة الدعاء إذا أمكن ذلك دون مزاحمة من النساء للرجال.
والمُلتَزم هو مابين الحجر الأسود إلى باب الكعبة وسُمّي كذلك لأنهم كانوا يلتزمونه بصدورهم وأيديهم وثبت - من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُلزِق صدره ووجهـه بالمُلتَزَم .
وكان ابن عباس رضي الله عنهما يَلْـزَمُ ما بين الركن والباب ، وكان يقول : ما بين الركن والباب يدعى المُلْتَزَم ، لا يَلْـزَم ما بينهما أحد يسأل الله شيئا إلا أعطـاه إياه . وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُحب جوامع الدعاء ويدع ما سوى ذلك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول في دعائه : اللهم يا مقلّب القلوب ثبت قلبي على دينك .
وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، وما أنت أعلم به مني .أنت المقدم وأنت المؤخر ، وأنت على كل شيء قدير ومن دعائه صلى الله عليه وسلم : اللهم اهدني ، ويسِّر الهُدى لي .
ومن دعائه : اللهم إني أسألك الهُدى والتقى والعفاف والغنى . وكان يقول : إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس ، فإنه أوسط الجنة وهو أعلى الجنة . فوقه عرش الرحمن ، ومنه تفجر أنهار الجنة . ونحو هذه الدعوات مما يجمع خيري الدنيا والآخرة .
والله تعالى أعلى وأعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد